أهمية مرحلة الروضة لدى الطفل 

الأطفال أمانة

الأطفال أمانة غالية وواجب علينا رعايتهم وتآمين جو آمن وفرح ومنفتح لينمو الأطفال نمواً متوازناً ويطلقوا طاقاتهم المختزنة. تعتبر مرحلة الروضة قاعدة صلبة لانطلاق الطفل فيا المراحل اللاحقة.

فالطفولة تشكل مرحلة التأسيس في بناء شخصية الفرد وتكوين هويته الاجتماعية والذاتية

لذا فإن طبيعة التربية والتنشئة الاجتماعية التي يتلقاها ترسم إلى حد بعيد ملامح مواطن الغد

فعملية النمو متداخلة متكاملة تشمل نواحي النمو المختلفة بحيث تواكب كل ناحية منها الأخرى .وتسير هذه العملية في مراحل متدرجة متتالية تٌبنى الواحدة منها تلو الأخرى .فيكتسب الطفل قدرات متعددة تعتمد على ما اكتسبه الفرد في المراحل السابقة ، كما تبنلى عليها ما يكتسبه من قدرات في المراحل اللاحقة، فإذا لم يتعود الطفل منذ طفولته على التفكير المستقل ،بطريقة علمية ومتشعبة ، يصعب عليه فيما بعد المبادرة والإبداع ، ومالم تنمُ في هذه المرحل. رغبته في التعلم ولم يكتسب عاداته،فلن يتمكن من الاستمرار في متابعة السعي لاكتسابه مدى الحياة .

وتتدرج عملية النمو في مسارين متداخلين متكاملين أحدهما لولبي  والآخر دائري ،فينم. الخط الأول اللولبي عمودياً ليرمز إلى نمو الطفل كفرد شاملاً نواحي نموه المختلفة (الجسدية والذهنية والاجتماعية )،بينمايتدرج الخط الثاني الدائري أفقياً ليعكس نمو الطفل كعضو في أسرته ومن ثم كعضو في مجتمعه ووطنه فينمو إدراك الطفل هويته الطاتية والاجتماعية بشكل متكامل

 

ومن خصائص الطفل في هذه المرحلة انه يتعلم من خلال تفاعله الحسي المباشر مع عناصر البيئة المحيطة به من أشخاص وأشياء وذلك باللعب والاستكشاف،والمحاكاة،والحوار والمحادثة كما يرتفع مستوى تحصيله بالتحفيز والتشجيع المستمر وإنماء الثقة بنفسه ووعيه قدراته

 

إن تقدير الطفل واحترامه كفرد مستقل له صفاته وخصائصه المميزة يعتبر أساساً للتعامل معه في هذه المرحلة

وتشكل الأسرة البيئة الأولى التي ترعى الطفل وتؤثر في طبيعة نموه ونمط هذا النمو وتوجهه كما أنها توفر له عادة جواً من الطمأنينة والتقدير

وتشكل الروضة الخطوة الأولى  في السّلم التعليمي النظامي ، مما يجعل من أولى مهماتها مساعدة  الطفل على الانتقال التدريجي من بيئته الاسرية الصغيرة إلى محيط أوسع ينفصل فيه عن أهله

ولكي يتم الانفصال بمرونة ويخدم تطور الطفل ونضجه، يكون من الضروري أن تتسم العلاقات في الروضة بالحميمية والقرب .لذا فأن الشراكة بين الأسرة والروضة ضرورية لإنجاح عملية التعلم والمساهمة في توفير جسر عبور آمن  للطفل من البيت إلى المدرسة

وعلى الرغم من كون الروضة المرحلة الأولى في المدرسة  فإنها مرحلة قائمة بذاتها ،لها خصائصها وطرائقها وبرامجها الخاصة ،فهي تختلف عن المرحلة الابتدائية مع أنها تتكامل معها ، ويتصف برنامج الروضة بالمرونة والحركة  والإبداع ، كما يرتكز على مجموعة أنشطة ، يمكن أن تتمحور حول موضوع واحد (محور) تنتظم حوله مختلف المواد التعليمية

 وقد تم اعتماد منهج مبدأ المحاور التي تبنى على أساسها الوحدات التعليمية وفي الوقت نفسه نعتبر المحاور المقترحة  غير ملزمة من حيث تسلسها  أو حيث طبيعة تقديمها، تاركين للمعلمة حرية التصرف في اختيار  الكثير من المواضيع حسبما تراه مناسباً، بحيث تلائم البيئة التي يعيشها الأطفال واهتمامهم وخبراتهم السابقة ومستويات نموهم.

 

 

 

لا تعليق

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *