صاحبة الجلالة

تعد اللغة العربية أقدم اللغات الحية على وجه الأرض، و على اختلاف بين الباحثين حول عمر هذه اللغة؛ لا نجد شكاً في أن العربية التي نستخدمها اليوم أمضت ما يزيد على ألف وستمائة سنة، وقد تكفّل الله – سبحانه و تعالى- بحفظ هذه اللغة حتى يرث الله الأرض ومن عليها، قال تعالى {إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون}، و مذ عصور الإسلام الأولى انتشرت العربية في معظم أرجاء المعمورة وبلغت ما بلغه الإسلام وارتبطت بحياة المسلمين فأصبحت لغة العلم و الأدب والسياسة و الحضارة فضلاً عن كونها لغة الدين والعبادة.

فما مصدر هذه الأهمية ، وما سببها وماهي مميزاتها ،  وهل أقبل على تعلّمها غير الناطقين بها ؟

تنبع أهمية العربية في أنها من أقوى الروابط و الصلات بين المسلمين، ذلك أن اللغة من أهم مقوّمات الوحدة بين المجتمعات. وقد دأبت الأمة منذ القدم على الحرص على تعليم لغتها و نشرها للراغبين فيها على اختلاف أجناسهم و ألوانهم وما زالت، فالعربية لم تعد لغة خاصة بالعرب وحدهم، بل أضحت لغة عالمية يطلبها ملايين المسلمين في العالم اليوم لارتباطها بدينهم و ثقافتهم الإسلامية، كما أننا نشهد رغبة في تعلم اللغة من غير المسلمين للتواصل مع أهل اللغة من جانب و للتواصل مع التراث العربي و الإسلامي من جهة أخرى.

لذلك فإن تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها يعد مجالاً خصباً؛ لكثرة الطلب على اللغة من جانب، ولقلّة الجهود المبذولة في هذا الميدان من جانب آخر، و قد سعت العديد من المؤسسات الرسمية و الهيئات التعليمة إلى تقديم شيء في هذا الميدان إلا أن الطلب على اللغة العربية لا يمكن مقارنته بالجهود المبذولة، فمهما قدّمت الجامعات في الدول العربية و المنظمات الرسمية من جهد يظل بحاجة إلى المزيد و المزيد.

ما هي مميزات اللغة العربية؟

– لغة تتميز بسلاستها وانسيابتها، ومناسبتها لكافة المعاني، والمقاصد باختلاف درجة الشعور بها، الأمر الذي جعل الإعراب أحد مزاياها، لتوضيح المعنى من جملها، ولتوضيح مدى دقة اللغة العربية في التوضيح.
– المترادفات والأضداد التي تتغنى بها اللغة العربية، وتحتويها بشكل مميز.
– قدرة اللغة العربية في الإيجاز.
– محسناتها البديعية والجمالية المختلفة.
– استخدام الأصوات في اللغة العربية.
  قدرة اللغة العربية على ابتكار واحتواء الأمثال

وللغة العربية أهمية في حياتنا لايمكن ان نكتب مقالة دوّن أن نقف برهة عند تلك الأهمية

ـ حيث تبرز تلك الأهمية وفقاً لما نقوم به من أدوار ومسؤوليات، فنحن مواطنون بداخل مجتمع تستلزم بعض المعاملات مع الهيئات الرسمية، أو غير الرسمية فيه التعامل باللغة العربية.

ـ بيد أن كثير من الوظائف تتطلب تعاملاً رئيسياً باللغة العربية الفصحى؛ مثل المحاماة، وتعليم اللغة العربية والتربية الدينية وغيرها من المواد الدراسية التي تعتمد اللغة العربية الفصحى.

ـ كما أن من المواهب الفنية ما يتطلب إلماماً بمخارج الحروف والألفاظ، مثل التمثيل، والتأليف للروايات والقصص القصيرة، والشعر طبعاً.

ـ وتظهر أهمية أخرى للغة العربية تتجلى في التعامل مع ألسنة العرب والتي تختلف في لهجاتها؛ مثل اللهجة العراقية، واللهجة اللبنانية، واللهجة السعودية، واللهجة المغربية، وغيرها.

ـ إن تنشئة جيل يعي بأهمية اللغة العربية، يساعد في دعم جذور الهوية الوطنية لديه، وفي اهتمامه بالقراءة، والتلاوة للقرآن الكريم، وكذلك تنمية المهارات الإبداعية والفنية لديه

.

ماذا لو اهملنا اللغه العربيه؟

أي لغة من لغات العالم في حالة إهمال أصحابها لها تموت وتنسى، وذلك باستثناء اللغة العربية، والتي حفظها الله- جل جلاله- بأن جعلها لغة القرآن الكريم، والذي تكفل الله- عز وجل- بحفظه والحفاظ عليه من أي تدليس أو تغيير

لتكن عزيزي القارئ الغوّاص الذي يغوص ويقتني الصدفات من ذلك البحر العظيم وقد صدق الشاعر عندما قال :

أنا البحر في أحشائه الدر كامن                            فهل سألوا الغواص عن صدفاتي

فهل ترغب ان تنضم لكادر ثابر وتكون أعظم غواص يثابر في جمع تلك الصدفات ؟

لا تعليق

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *